تضامن مع المناضل النقابي العمالي م الطاهر الدريدي


نعبر عن تنديدنا بالهجوم على الرفيق المناضل النقابي م الطاهر الدريدي من طرف البيروقراطية النقابية بالجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، في محاولة لتشويه سمعته وسمعة عائلته المناضلة المطبوع تاريخها بدماء الشهيد م بوبكر الدريدي شهيد الحركة الطلابية. 

ونعبر في النقابة الفلاحية عن تضامنا مع المناضل الرفيق م الطاهر الدريدي ومع باقي رفاقه في نقابة مستخدمي l’ONCA الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي إ.م.ش. 

وقد خبرنا نوعية الممارسات المشينة لقادة هذا الهجوم المشين على المناضلين ونحن لهم بالمرصاد، من موقعنا بجانب النزهاء من المناضلين الشرفاء المنحازين لصفوف العمال والفلاحين والمستخدمين بالقطاع الفلاحي المهمش، ونحن في صف واحد ضد البيروقراطية النقابية وباعة قضايا العمال والفلاحين والمستخدمين بالقطاع الفلاحي.

ننشر هنا بيان الرفاق في نقابة مستخدمي l’ONCA الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي إ.م.ش بهذا الخصوص,

بيان حقيقة

من شاهد عن الأحداث

الأجزاء: من الجزء الأول... إلى الجزء السابع والأخير.

الوداي مصطفى:

ـ إطار سابق بالمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية

ـ مناضل سابق بنقابة مستخدمي l’ONCA الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي إ.م.ش

فوجئت كما فوجئ كل المتتبعين لشؤون المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية والساحة النقابية، بما تم نشره من طرف مجهولين يدعون أنهم يمثلون مستخدمي l’ONCA ويدودون عن هذه المؤسسة ومستخدميها ومسؤوليها، كما لو أن مستخدمي l’ONCA ليس لهم أي انتماء نقابي أو أي نوع آخر من الانتماءات، يدافع عنهم ويمثلهم تمثيلية شرعية.

وتحاول هذه المجموعة المجهولة، التي تفتقد لكل مصداقية، تكذيب التقارير التي أعدها الكاتب العام السابق لنقابة مستخدمي l’ONCA ويفضح من خلالها الفساد المستشري داخل هذه المؤسسة العمومية، وعدم كفاءة بعض المسؤولين الإداريين مما أثر على الوضعية الإدارية للمستخدمين.

ولإخراس صوت الكاتب العام السابق للنقابة الذي أصبح يزعجهم ويقض نومهم، تم طبخ مؤامرة لإبعاده وتعيين كاتب عام جديد للنقابة؛ وهو شخص أعتبره نكرة لكوني كمناضل سابق في النقابة المذكورة وكمشارك فعال في كل المحطات النضالية، لم يسبق لي أن سجلت حضور هذا الكاتب العام، المعين والمنصب، في ضرب تام لمبادئ الديمقراطية المتعارف عليها داخل الإطارات الجماهيرية الديمقراطية؛ وهو المبدأ الذي تم خرقه من طرف أناس كنا نعتبرهم قدوة ومدرسة في النضال الديمقراطي.

وقد نتج عن هذه الطبخة:

ـ نقابة خرساء، صماء ومشلولة؛

ـ ظهور شردمة، لا تفصح عن هويتها، تدعي تمثيلية المستخدمين والدفاع عنهم. بينما لم تقم في أول ظهور لها سوى بمحاولة العمل على دحض ما تم نشره من طرف الدريدي م الطاهر الكاتب العام السابق والشرعي للنقابة.

لذا ولتصحيح بعض المعطيات وإعطاء حقائق تاريخية، والتذكير بمحطات نضالية تم تشويهها وتقزيمها من طرف هذه المجموعة؛ ارتأيت من باب النصيحة لوجه الله، أن أدعو هذه المجموعة إلى توقيف حلقات مسلسلهم الذي يأملون من وراءه فضح الدريدي، وبالمناسبة نهمس في أذنهم على أنه مسلسل رديء وتافه، وفسح المجال إلى مسلسل أكثر تشويق وإثارة يعتمد في سيناريوهات حلقاته على وثائق تاريخية ومعطيات حقيقية.

موعدنا إذن مع الحلقة الأولى من هذا المسلسل بعنوان: جبناء l’OCA .

جبناء  l’ONCA:

لماذا ارتأيت أن نسمي هؤلاء بالجبناء؟

الجبان لغويا هو الشخص المنعدم الجرأة والذي يهاب المواجهة؛ وهو ما ينطبق على هؤلاء الذين لا يستطيعون الظهور والافصاح عن هويتهم، وفي نفس الوقت تجدهم يكيلون للناس وهم مختبؤون كل أنواع السب والقدف بالباطل والتجريح.

وهو بالضبط ما ينطبق على هذه المجموعة التي اختارت الدفاع عن الفساد والمفسدين بشكل واضح وتتوجه في نفس الوقت بما تنشر لعموم الرأي العام وللهيئات النقابية ولمؤسسة لونكا؛ فيا ليثها أعفت نفسها وابتعدت عن محاولة "الدفاع" عن مؤسسة عمومية ومستخدماتها ومستخدميها بتلك الأسلحة المتهالكة والأساليب المتجاوزة.

للتذكير فإن من يحمل راية الدفاع عن القضايا العادلة نجده قد نزع الخوف والتردد من قلبه إلى حد كبير وتحلى بما يكفي من الشجاعة؛ بينما أنتم تفتقرون لهذه الصفة، وأؤكد جازما بأنكم لن تكتسبوها يوما، مع صفات أخرى سنبلغكم بها لاحقا.

فكل ما تحملون من نعوت بعيدا عن الصفات الحميدة هي: الجبن والوقاحة والنذالة. وإذ نخبركم بصفاتكم فليس من باب القدف أو الشتم؛ وإنما من باب واجب إعلامكم بحقيقتكم، وهو نفس الواجب الذي سبق ان انطلق منه الشاعر العربي الكبير، مظفر النواب، عندما أخبر البعض بحقيقتهم.

لذلك، فعندما تقومون، أيها الجبناء، بتشويه الحقائق التاريخية وتفترون على الناس الشرفاء بما تنشرون من خرافات وتفاهات، فإنما تكشفون عن:

ـ افتقاركم للشجاعة الأدبية والثقافية وللنزاهة الفكرية؛

ـ عدم القدرة على المواجهة المباشرة، بالنظر لعوزكم للدلائل والبراهين، وعجزكم بالتالي عن مواجهة الكاتب العام السابق للنقابة بالقرائن والحجج؛

ـ عدم احترامكم للناس والمس بشرف وبكرامة بعض الشريفات والشرفاء، عبر النيل من سمعتهم ووصفهم بأقدح النعوت وتسميتهم بأقبح الألقاب. وللتذكير فذلك أمر مجرم يعاقب عليه القانون الذي لا يعذر أحد بجهله؛

ـ جهلكم لأبجديات النقاش، ولقواعد الأدبيات والإصدارات المحترمة من بيانات وبلاغات ومنشورات؛ والتي تحتم على الجميع اعتماد الحجج والدلائل عند كل انتقاد للتصرفات اللامسؤولة للأشخاص أو الانحرافات الأخلاقية أو التسيير العشوائي أو غير ذلك من السلبيات، لا أن نكيل تهما باطلة للناس ونمس بأعراضهم ونصفهم بأقدح النعوت؛ فلا يجرؤ على وصف الناس بتلك النعوت سوى من يفتقر إلى الوازع الأخلاقي والضوابط التربوية؛

ـ تشويهكم لحقائق تاريخية ينم عن جهلكم لتاريخ المغرب النضالي؛

ـ تبخيسكم لملاحم نضالية، ضارية ومخلدة في سفر التاريخ، وقدمت بسخاء نبيل شهداء لوطننا الحبيب؛ وعلى سبيل الذكر م بوبكر الدريدي واقرأوا ثم اقرأوا هذا الإسم جيدا؛

ـ تحريفكم لأسماء الناس بشكل قدحي؛

ـ تأكيد جبنكم باختبائكم وراء حاسوب والعمل على نشر الأكاذيب والتفاهات؛

ذلك ما قمتم به، فعلى ماذا يذل تصرفكم هذا ؟

بكل بساطة، إنه عمل مرادف للجبن ودال عليه؛ ومن كان جبانا ودون مصداقية، أفاقا محرفا للحقائق التاريخية ومنعدم القيم الأخلاقية، لا يستطيع أن يخوض معركة أو أن يدخل ساحتها بوجه مكشوف، لأنه فاقد لكل شرعية.

بتصرفكم الجبان المبين أعلاه لم تصبحوا سوى مدعاة للشفقة أيها الجبناء الأفاقين الكذابين؛ فلنتفرض أن كل ما ادعيتم "صحيحا" وأن كل ما رميتم به الدريدي م الطاهر وبعض مستخدمي لونكا قد أصاب ما تبتغون من أهداف، وأظهرتم بذلك الحق وأزهقتم الباطل، وكشفتم الصورة الحقيقية لمن وصفتم بوابل من القذف والشتم؛ وسوف نفترض ذلك لنسائلكم فقط ما إذا كنتم تعلمون أن ما قمتم به من أفعال مشينة تعد تهما أقل ما تستحق هي المتابعة القضائية ؟

أليس كذلك يا من دخلوا إلى معركة ولم تقدروا جيدا نتائجها الوخيمة عليكم ؟

لست أدري هل نشكركم أم نشكر المجهول ؟

أسفي عليكم أيها الجبناء وأعتذر للأصدقاء على ما أبديت تجاهكم من قساوة، فأنتم التجسيد الفعلي للهزالة والبؤس الثقافي والفكري، وللانحطاط الأخلاقي؛ أنتم مدعاة للشفقة والرحمة. وبالمناسبة أذكركم بملاحظة المعلمين على كل أسلوب إنشائي مماثل لأسلوبكم: أسلوب لا يعتبر (لا يعتبر).

لقد أحرجتم بهذه الميزة من وضعوا فيكم الثقة وأسندوا إليكم مهمة الدفاع عنهم، واعتمدتم على ملفات تبدو من الوهلة الأولى فارغة وأنتم أجوف وأفرغ منها. لقد جسدتم سيرة دونكيشوت وبرهنتم على أنكم لستم سوى دمى وكراكيز تحرك من طرف من ليس لهم دراية بذلك الفن.

ننصحكم لوجه الله وندعوكم، أيها الجبناء الأفاقين المفترين، أن تتوسلوا لمن دفع بكم إلى هذه المهزلة أن يسهر على تدريبكم جيدا في الآتي من الأيام؛ عبر دورات تكوينية فيما يخص:

§         تعلم لغة الضاد، اللغة العربية؛

§         تركيب الجمل مع وضع المفردات في مكانها المناسب، والتمرين على الإنشاء حتى تتمكنوا من صياغة المنشورات (بيانات، بلاغات....وغيرها) تليق بمستوى الرأي العام والهيئات النقابية ومؤسسة لونكا ومستخدميها بكل الفئات؛ فالتعليم بشكل عام يساهم في تهذيب شخصية الإنسان والارتقاء بها نحو الأفضل.

سوف يساهم بذلك من أوقعوا بكم في هذه المطبة، في التكفير عن جرمهم من جهة، وفي تقوية شخصيتكم الضعيفة وتحسين أسلوبكم الركيك؛ وربما في التأثير في أخلاقكم نحو ما هو حميد؛ وذلك ما نتمناه، فنحن نشفق عليكم ولا نحمل في قلوبنا الضغينة خاصة تجاه أمثالكم من ضحايا العلاقات المجتمعية الرجعية، أمثالكم من الجبناء.

§         تدريبكم على المعنى الصحيح للجرأة، بدءا بإفصاح الشخص عن هويته؛ بحيث أن الدريدي ككاتب العام للنقابة قام بفضح الفساد المستشري في إدارة لونكا بوجه مكشوف، أما أنتم فلم تكشفوا سوى عن جبنكم عبر إخفاء هويتكم (l’anonymat) وإصدار منشورات لا قيمة لها من الناحية الأدبية والقانونية، ولا تحمل أي اسم أو توقيع. 

موعدنا في الحلقة القادمة بعنوان بؤساء لونكا l’ONCA وتتضمن:

v      التعريف بعائلة الدريدي

v      الشهيد مولاي بوبكر الدريدي

v      أمي السعدية: الصرح الشامخ

v      أطوار محاكمة مجموعة مراكش 1984

v      المسار الكفاحي للدريدي م الطاهر ورفاقه في النضال.

بؤساء لونكا:

في هذا الجزء، وكما التزمنا بذلك، سنفضح الحجم القزم لمن سولت لهم أنفسهم ادعاء الدفاع عن لونكا ومستخدميها دون أن يتجرؤوا على الافصاح عن هويتهم. وبما أن موضوعهم يدعو للرأفة والشفقة، ارتأيت أن أظهرهم في حقيقتهم "بؤساء لونكا" مع تأكيد الفارق الشاسع ما بينهم وبؤساء فيكتور هيغو الذين كانت للكثير منهم كرامة وعاشو مدافعين عنها.

إن الدريدي م الطاهر الذي اتهموه باللصوصية والانحراف، هو سليل عائلة الدريدي التي شرفت بنضالها وتضحياتها شعبنا المغربي.

فمن هي هذه العائلة يا ترى؟

§         الأب: ذ. م ابراهيم، رجل تعليم مدير مؤسسة تربوية؛

§         ذ. م أحمد، المنسق العام لمحاربة داء السيدا بالمغرب،

§         ذ. خديجة، أستاذة التعليم الثانوي،

§         فاطمة، المكافحة الاستثنائية لداء السرطان،

§         م. عبد الرحمان، مستخدم تم طرده من أسلاك الجيش لحمله إسم الدريدي،

§         الشهيد م بوبكر الدريدي، شهيد مجموعة مراكش 1984،

§         أمي السعدية بنرزوق، الصرح الشامخ أم كافة الشرفاء المغاربة.

قبل كشف جهلكم بتاريخ المناضلين وأصولهم، وبتاريخ الشعب المغربي وكفاحاته؛ وقبل تعرية إساءتكم إلى هذه العائلة المناضلة وعبر ذلك إلى كافة أحرار الوطن؛ لا بد من طرح سؤال للرأي العام ولشرفاء لونكا.

هل أم كأمي السعدية، الصرح الشامخ والمناضلة، الطيبة الشرسة، يمكن أن تلد وتربي بلطجيا، كما تدعون، ودخل السجون كمجرم خطير على المجتمع، كما افتريتم على م. الطاهر ؟

إن ذرية امنا السعدية، شاهد على طينة المرأة ومعدنها الأصيل. فهي التي أنجبت مناضلا حقوقيا وفاعلا نشطا مشهود بكفاحه ضد أخبث الأمراض في العالم، مرض السيدا. وهي كذلك المرأة التي أنجبت أستاذة في التعليم الثانوى تربي الأجيال؛ وسياسيا خبر المعتقلات وواجه الدكتاتورية بشراسة قل نظيرها؛ وشهيدا أهدى حياته قربانا للشعب المغربي من أجل الكرامة والحرية والديمقراطية؛ أم احتضنت كل المناضلات والمناضلين، ولها احترام كبير وسمعة طيبة بين جيرانها في حيها وبين أبناء مدينتها وفي مختلف أرجاء الوطن وعلى المستوى الدولي، لا يمكن إلا أن تنجب ذرية صالحة وتشبعها بالمبادئ والقيم النبيلة، وتربيهم على الأخلاق الحسنة، وذلك ما كان.

فمن تكون هذه الأم والدة م. الطاهر الدريدي، أمي السعدية بنرزوق ؟

أمي السعدية، وبشهادة العالم أجمع، كانت أروع تجسيد للمرأة المغربية الحرة الأصيلة، والنمودج الملموس لعزة النفس والكرامة. كانت أما لكافة ضحايا القمع السياسي بالمغرب، لقد كانت رحمة الله عليها صرحا شامخا بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

بيتها، المراقب ليلا ونهارا والمطوق من طرف البوليس، كان رغم ذلك مفتوحا في وجه جميع المناضلات والمناضلين.

أم تجرعت معاناتها بصمت غريب وبجلد أسطوري، وواصلت نضالها دون توسل لأي كان، حتى آخر لحظة في حياتها؛ فقد كانت مؤمنة ومقتنعة بأنها تخوض معركة الواجب، معركة الأم والمرأة المغربية التي أسأتم إليها بأقدح النعوت (البائرة ولعريفة).

أمي السعدية امرأة وأم حضرت بقوة إلى جانب أمهات المعتقلين السياسيين وفي مقدمتهم في كل النضالات إبان سنوات الجمر والرصاص.

هل تعلمون هذا، أم نذكركم بملاحم أمي السعدية وتلك النساء البطلات اللواتي جسدن عزة شعبنا في مواجهة الدكتاتورية في أعلى مراحل تجبرها، وفي مواجهة أقوى رموزها، إدريس البصري وعصاباته خلال فترة الملك الحسن الثاني ؟

هل نذكركم بالاعتصامات والمسيرات والندوات، والخطابات والنداءات والتصريحات الصحفية لتلك النساء وفي مقدمتهن أمي السعدية ؟

هل نحيلكم على ما كانت تنشره الصحافة المغربية المناضلة أو على مراجع دولية في هذا المجال؛ من قبيل الكتاب المشهور لجيل بيرو، صديقنا الملك، وكتابات هيلين جاف وغيره، أو على ما كانت تنشره الصحافة المغربية المناضلة، أو على منشورات l’ASDHOM أو على دوريات لجن مناهضة التعذيب بالمغرب. وهل نحيلكم على تصريحات وكتابات كبار المناضلين والمثقفين المغاربة في حق أمي السعدية وفي حق هؤلاء الأمهات المناضلات اللواتي جسدن بحق شرف المرأة المغربية المناضلة وعزة الشعب المغربي.

إنها الأم التي وقفت ما مرة، بالرغم من اعتقال فلذتا كبدها واستشهاد أحدهما؛ وقفت منتصبة القامة بشموخ أمام الرجل القوي في المغرب بعد الحسن الثاني، منددة بما يتعرض له المعتقلون السياسيون في السجون ومساندة لنضالاتهم، ومطالبة بإطلاق سراحهم.

إنها الأم التي كانت تبلغ البصري بحقيقته كجلاد، مباشرة وأمام الملإ وداخل أروقة وزارته.

إنها الأم، ضمن العديد من أمهات المعتقلين السياسيين والمختطفين والمنفيين في عهد الحسن الثاني اللواتي واجهن القمع السياسي بالمغرب؛ أم وقفت بشجاعة إلى جانب ابنها المناضل، المعتقل، الذي كان بدوره تجسيدا ملموسا للمثل الشعبي "داك العود، من ديك الشجرة"... إنها الأم الشجاعة « la mère courage »  أي السعدية.

إشفاقا على بؤسكم الفكري، سنشرح لكم ذلك المثل حتى تستوعبوا مغزاه؛ فلا عيب أن يتعلم الإنسان ويخرج من جهله وضلاله؛ ذلك أن الدريدي الذي حرفتم اسمه ولقبتموه ب"مولاهم" الطاهر بغرض التقديح، لم يهتم يوما بأن يدعوه أحد بمولاي أو غير ذلك، بقدر ما يتعلق الأمر بأسماء مسجلة في الحالة المدنية وفقط. أما جوهر الأشياء هو أن م. الطاهر الدريدي، هو الإبن الشرعي للسعدية بنرزوق، تلك المرأة التي كانت مدرسة في النضال بما تحمل الكلمة من معنى. امرأة أطرت وقادت تم خاضت إلى جانب أمهات أخريات، وضمنهن أمي البثول، أم الشهيد مصطفى بلهواري، نضالات عائلات المعتقلين السياسيين من مجموعة مراكش ومن مجموعات أخرى كالمجموعة 16 والمجموعة 26 واللائحة طويلة. وبجرأتها وبجرأة تلك الأمهات المناضلات الشريفات، وبدعم كل الأحرار المغاربة، استطعن أن يجعلن من قضية الاعتقال السياسي والقمع السياسي، ومن قضية اعتقال مجموعة مراكش 1984، قضية رأي عام وطني ودولي. ونتمنى أن تستوعبوا ما معنى أن تصبح قضية ما، قضية رأي عام، مقارنة بتلك التفاهة، المقززة والمثيرة للغثيان، التي قدمتم للقراء.

لقد ساهمت أمي السعدية إلى جانب المدافعات والمدافعين على حقوق الإنسان في ظل سنوات الجمر والرصاص، بحمل قضية الاعتقال السياسي وواقع القمع السياسي بالمغرب ومحنة الحريات بالمغرب إلى العالمية؛ فأصبحت إذاعات وصحف دولية تهتم بقضايا القمع السياسي بالمغرب وتقدم برامج وتقارير حول المعتقلين السياسيين، وهو ما قامت به كذلك الحركة الحقوقية ببلادنا. فقد كانت أمي السعدية من ضمن عائلات وزوجات وأمهات المعتقلين السياسيين اللواتي تعرضن لكل أشكال الاضطهاد والقمع وواجهنه بالصمود وبشموخ البطلات، شموخ المرأة المغربية الحرة، التي تستحق كل العرفان وكل التقدير والاحترام.

هن نساء وأمهات لا تقدر ولن تقدر تضحياتهن أبدا بأي ثمن كان، أمهات تشبتن بعدالة قضية أبنائهن وبقضايا شعبنا العادلة، وآزرن أبناءهن دون حدود على حساب راحتهم وصحتهن وكل مناحي حياتهن الشخصية. وهو ما يستوجب الوقوف احتراما لهن جميعا، وإجلالا لأرواح من غادرننا منهن إلى دار البقاء، وفي مقدمتهن أمي السعدية بنرزوق التي لم تكن تعرف للنوم أو للراحة طريقا منذ اعتقال أول أبناءها، م الطاهر الدريدي، وتجرعت مرارة استشهاد الثاني م بوبكر الدريدي، وواصلت النضال في طليعة جبهة معارك الكرامة والشرف إلى جانب كل الأمهات المناضلات، تحمل وإياهن لواء الدفاع عن المعتقلين السياسيين بالمغرب إلى أن فارقت الحياة وهي واقفة بعد نزيف دموي في الدماغ، يوم 17 مارس 1990.

الخزي والعار للجبناء البؤساء الذين لهذه المرأة العصامية، رمز الصمود والكفاح وأحد عناوين العزة لشعبنا المغربي.

ليتغمدها الله برحمته الواسعة.

الشهيد م بوبكر الدريدي:

م بوبكر الدريدي؛ شقيق م الطاهر الكاتب العام الشرعي لنقابة l’ONCA، الذي تمت إقالته بشكل سريالي في اجتماع معد سلفا لذبح الديمقراطية، اجتماع تفضح تفاصيل إعداده وتدين بعضا ممن يدعون أنهم حماة الديمقراطية والمدافعين "المبدئيين" عنها.

الشهيد  م بوبكر الدريدي؛ مناضل تقدمي، شاهد على عنفوان وكفاحية الحركة التقدمية المغربية أواخر سبعينات وبداية ثمانينات القرن الماضي، وعلى انغراسها وتأثيرها في أوساط الشبيبة المدرسية وشبيبة الأحياء الشعبية والحركة الطلابية والحركة الثقافية. الشهيد م بوبكر الدريدي هو أحد أفراد مجموعة مراكش 1984، التي شكلت هي وعائلاتها احدى كتائب الصمود خلال سنوات الرصاص مدافعة عن عزة شعبنا أمام الجبروت والطغيان، كما جسده المخزن ورجله المقبور، ادريس البصري، الغير مأسوف على رحيله. الشهيد م بوبكر الدريدي كان نصيبه من الأحكام خمس سنوات، وتراوحت الأحكام بالنسبة للمجموعة من سنة إلى 15 سنة.

لقد عانى وواجه المعتقلون السياسيون، مجموعة مراكش 1984 جميعهم ما لا يتصور من ضروب التعذيب في المعتقل السري السيء الذكر، درب مولاي الشريف، وفي المخافر السرية "الفيلات" بمراكش. وبعد انهاء كل هذه الفصول، تم تقديمهم للمحاكمة بالتهم الثقيلة والخطيرة التالية:

§         المؤامرة الغاية منها قلب النظام؛

§         المس بشخص الملك؛

§         الانتماء إلى منظمات سرية ومحضورة؛

§         الإخلال بالنظام العام وتوزيع مناشير والتحريض على الاضراب والتظاهر وتخريب ممتلكات عمومية.

معركة الشهيدين بلهواري والدريدي

بعد صدور الأحكام في حق المجموعة، وللدفاع عن كرامتهم وتحسين أوضاعهم داخل السجن؛ قرر هؤلاء المعتقلون السياسيون الدخول في إضراب لامحدود عن الطعام من أجل الدفاع عن هويتهم السياسية ومواجهة واقع القهر داخل سجون الذل والعار ومن أجل مطالب إنسانية تحفظ كرامة المعتقلين؛ وانطلقوا في معركتهم التي ستسمى فيما بعد، معركة الشهيدين بلهواري والدريدي، عبر ثلاثة مجموعات.

ضمت المجموعة الأولى عشرة مناضلين وهم: الشهيد م بوبكر الدريدي، الشهيد بلهواري مصطفى، نور الدين الجوهري، كمال السقيتي، أحمد جمال البوزياني، باري الحسين، حسن أحراث، م الطاهر الدريدي، لحبيب لقدور وعبد الرحيم سايف.

وضمت المجموعة الثانية اثنى عشر مناضلا وهم: عثمان حاجي، خالد نارداح، عبد الكريم بيقاري، جمال بنيوب، يوسف البدوي، عبد الإله المهمة، م ابراهيم الأنصاري، محمد السد، رشيد مندبيس، محمد فخر الدين غاندي، عبد الرحمان عشاق، عبد الصمد سراج سني، محمد بلبرك ، عبد الرحيم علول وعبد الله العمراني.

ثم ضمت المجموعة خمسة مناضلين وهم: رشيد الإدريسي، أحمد الكبناني، محمد خشال، ، عبد الله لمخالفي، محمد المصريوي.

وإضافة إلى هذه المجموعات الثلاثة الصغيرة المكونة للمعتقلين السياسيين مجموعة مراكش 1984 والذين دخلوا جميعهم في إضراب عن الطعام على دفعات، انخرط باقي المعتقلون في هذه المعركة النضالية بأشكال تضامنية وهم:

عبد الرحمان الكرنصي، عمر الصالحين، صلاح أبو حمزة، محمد عباد، عبد المجيد موفتاح، محمد اليونسي، سعيد كنيش، مصطفى الحامدي، عبد العزيز معيفي، عبد الرزاق النكير، عبد الصمد الطعارجي، عبد اللطيف العطروز.

وإضافة إلى انخراط كل أفراد المجموعة، تقريبا، بأشكال مختلفة في الدفاع عن كرامتهم ومواجهة البطش المخزني والألة السجنية، عملوا جميعا كذلك على توحيد عائلاتهم وإطلاق حركة العائلات مجموعة مراكش 1984 بشكل منظم ومتضامن؛ وهي الحركة التي وصل صدى نضالاتها إلى أقصى بقاع المعمور.

وفعلا انطلقت معركة الشهيدين، الدريدي وبلهواري، يوم الأربعاء يوم 04 يوليوز 1984، وبدل الاستجابة لمطالب المضربين تم يوم الجمعة 20 يوليوز 1984 تشتيت المجموعة بكاملها سواء المضربين عن الطعام أو غير المضربين على سجون مراكش، آسفي والصويرة؛ وقد كان الشهيد م بوبكر الدريدي ضمن مجموعة الصويرة حيث تم تعذيب المعتقلين المضربين والتنكيل بهم بأشكال فاشية وحشية.

وقد استمر رهان الجلادين على انهيار معنويات مناضلي مجموع مراكش، رفاق الشهيدين الدريدي وبلهواري، حتى آخر لحظة. ولم يتم نقل المضربين عن الطعام إلى المستشفى إلا بعد تدهور حالتهم الصحية، لكن ليواجهوا هناك أيضا في المستشفى بأشكال أخرى من التضييق ولتتدهور حالتهم الصحية أكثر فأكثر، إلى أن لفظ الشهيد م بوبكر الدريدي آخر أنفاسه يوم 27 غشت 1984 وليلتحق به على درب الشهداء يوم 28 غشت 1984 رفيقه الشهيد مصطفى بلهواري، وقد كان كلاهما في أسبوعهما الثامن من الإضراب عن الطعام.

لقد وجب التذكير بقضية الشهيد م بوبكر الدريدي والشهيد مصطفى بلهواري، وإطلاع الرأي العام مرة أخرى بمعركة الشهيدين وللوقوف إجلالا واحتراما للعائلات التي قدمت فلذات أكبادها قرابين لوطننا ومن أجل كرامة شعبنا ومن أجل حرياته الديمقراطية؛ وكذلك لتلقين وتذكير بعض الأغبياء، "الأميين"، الفاشلين ب l’ONCA، مع كامل الأسف، بتاريخ ونضالات الشعب المغربي التي يجهلونها تمام الجهل.

يتبع......

ستتناول الأجزاء المتبقية قضايا أخرى هامة ترتبط بالمكتب الوطني للإستشارة الفلاحية وأوضاع شغيلته ونضالاتها؛ وسوف يتم التطرق لها بشكل دقيق ومفصل.

جزء خاص:

قبل ذلك ارتأينا أن نسبح، خلال هذا الجزء الخاص، بهؤلاء الأقزام الذين تطاولوا على المناضلين المعتقلين السياسيين المغاربة عامة وعلى مجموعة مراكش 1984، رفاق الشهيدين الدريدي وبلهواري، الذين وقفوا في خندق المواجهة الأمامي رافعين شعار "لا للولاء" أمام أشرس الجلادين وأعتى أشكال الدكتاتورية عبر التاريخ.

هؤلاء الأقزام الذين لا قيمة ولا قامة لهم أمام الدريدي م الطاهر ومجموعة مراكش التي خاضت بكل جرأة وشجاعة وتباث أشرس معارك الكرامة خلال سنوات الرصاص؛ وخرجت منها منتصرة.

فهل يعلم الجهلة بتضحيات خالد نارداح وعبد الكريم البيقاري، وبصمود وتضحيات الشاعر م ابراهيم الأنصاري الذي لم يطأطئ الرأس رغم أنه لم يكن محكوما سوى بسنة سجن واحدة؛ هل نذكرهم بتضحيات حاجي عثمان والصمود الأسطوري رغم المرض لسايف عبد الرحيم ولقدور الحبيب وهل وهل وهل؟ وليعذرنا كافة المناضلين الآخرين الذين يجر كل واحد منهم تاريخا من الشرف والعزة والكرامة.

هل يعلم الجهلة أو هل نذكرهم، إن كانوا يعلمون، بأقسى وأطول إضراب عن الطعام في مواجهة جبروت المخزن، أقسى وأطول إضراب عن الطعام في تاريخ البشرية ؟؟

إنه أطول إضراب عن الطعام في كل الأزمان، ذلك الإضراب عن الطعام الذي خاضه الدريدي م الطاهر ورفاقه الخمسة؛ وأقسى وأطول فترة إخضاع للتطعيم القسري عبر الأنابيب الطبية؛ وأطول وأقسى مدة من التكبيل الفعلي، وليس المجازي، بالأصفاد مع الأسرة عبر التاريخ.....

هل نذكركم بالإمكانيات الطبية واللوجستية التي وظفها الجلادون، دون جدوى، لتكسير الإضراب عن الطعام الذي كان يخوضه الدريدي م الطاهر إلى جانب رفاقه الخمسة (الحسن أحراث، نور الدين الجوهاري، الحسين باري، السقيتي كمال وأحمد جمال البوزياني) بأمر مباشر من الحسن الثاني بعدما سبق له أن أعلن أمام الصحافة الدولية في خريف 1984، أن وفاة الشهيدين الدريدي وبلهواري كان سببها "عدم كفاءة طبيب بليد".

هل نذكركم بما واجهته هذه المجموعة المناضلة لأزيد من خمس سنوات في قسم الإنعاش الجراحي (الجناح 17) بالمستشفى الجامعي، بن رشد، بالبيضاء وفي الجناحين اللذان تم تخصيصهما للمجموعة فوق مقر المقاطعة بنفس المستشفى ثم في أحد الدهاليز التحت أرضية بذات المكان.

نذكركم فقط، لكننا لن ندخل معكم في تفاصيل كل تلك الأحداث والملاحم والمعارك والتضحيات الجسيمة، التي شاركت فيها عائلات المعتقلين وفي مقدمتهم الأمهات البطلات؛ وشاركت فيها كذلك بنفس القدر باقي مجموعات المعتقلين السياسيين بدء بمجموعة السجن المركزي ومجموعة لعلو، رفاق الشهيد عبد الحق شباضة، و المجموعة 16، و المجموعة 26 رفاق الشهيد أمين التهاني.....تلك الملاحم والنضالات الكبرى التي بفضلها انكسرت بعض أشواك الدكتاتورية ببلادنا، وتم فتح الطريق نحو ما عرفته البلاد من انفراج سياسي نسبي خلال تسعينات القرن الماضي وما تلا ذلك من تحولات.

سوف لن ندخل معكم في تفاصيل تلك الملاحم التي ترتعد فرائص الدكتاتورية ببلادنا من ذكرها والتذكير بها، تفاصيل يعلمها ووثقها المؤرخون والمناضلون الكثيرون من بنات وابناء شعبنا البررة؛ وهي تفاصيل لا يعلمها الأقزام والجهلة من نوعكم.

وفضلا عن إشاراتنا السابقة أعلاه، نحيلكم على مراجع أخرى في الموضوع بدء بمتابعات الصحافة الوطنية في الموضوع وبيانات وتقارير الحركة الحقوقية المغربية، وإصدارات الصحافة الدولية ومن بينها صحيفة لوموند ولبراسيون الفرنسية، ومنشورات PTB  و PCF ودوريات وتقارير Amnesty Internationale وغيرها من المراجع، إضافة إلى الكتاب القيم للمناضل الحسن أحراث الذي وثق من خلاله لتلك الملحمة النضالية، وضمن في جزء هام منه ما كتبه الدريدي م الطاهر حول نفس الملحمة.

وإذ نحيلكم على المراجع المذكورة، نتمنى فقط أن لا تقشعر جلودكم وأن لا يصيبكم الفزع والهلع مما قد تعلمون من تفاصيل مروعة، وأنتم أصلا جبناء.

إضاءات سريعة حول مسار نقابي حافل

للتأكيد فإن ما أسلفنا تناوله أعلاه، لا يعد سوى إشارات عابرة وسريعة حول المسار النضالي للدريدي م الطاهر وعائلته ورفاقه في النضال من مجموعة مراكش 1984.

كما وجب التأكيد كذلك، إلى أننا لم نتطرق نهائيا لمساهمات هامة أخرى للأخ الدريدي م الطاهر ولا لنشاطه السياسي والفكري والفني التشكيلي الإبداعي الذي يجهله مطلقا أولائك البؤساء المتطاولون على قامته؛ وفضلا عن ذلك فإننا لم نتطرق أيضا إلى التجربة الغنية والمتفردة التي جسدها، بتواضع المناضلين الحقيقيين، رفاقه في معارك الكرامة كل واحد باسمه من مجموعة مراكش 1984، المناضلة والمبدعة على مختلف الواجهات، وهي مساهمات معلومة لذى عموم مكونات الصف التقدمي والديمقراطي ببلاددنا.

وفي ما يتعلق بالجانب النقابي، الذي يهمنا هنا في المقام الأول، فإن من حاولوا الإساءة إلى الأخ الدريدي م الطاهر، إنما نجحوا في كشف جهلهم التام للجميع، بمساهمات وعطاء المناضلين والمناضلات على مستوى الساحة النقابية، وأساسا منها في إطار الإتحاد المغربي للشغل. كما أظهروا كذلك جهلهم بالجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي وبالأداء النقابي، النضالي والتنظيمي والأدبي للأخ الدريدي، والمتميز على مستوى الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي بشهادة كافة المناضلات والمناضلين، وطنيا ومن مختلف مكونات القطاع الفلاحي.

فهل يعلم الجهلة شيء عن:

ü    مساهمات الدريدي م الطاهر في إطار الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي منذ مؤتمرها الثاني سنة 1995. وذلكم عنوان عريض لا يسع المجال مطلقا لتناوله؛

ü    دوره في قيادة النقابة الوطنية للعاملين بسوجيطا منذ سنة 1995، ومساهماته الأساسية في نضالات مختلف فئات العاملين بها من أطر وعمال؛ وفي انتزاع بروتوكول 2003 الخاص بصوديا وسوجيطا، وفي بروتوكول 2009 الذي يعد اتفاقا فريدا ونمودجيا على المستوى الوطني، لعبت فيه قيادة الجامعة وقيادة النقابتين التابعتين لها دورا تاريخيا في الحفاظ على حقوق ومكتسبات الشغيلة، أطرا ومستخدمين وعمالا دائمين ومؤقتين؛

ü    مساهمته الحاسمة والقوية في المراجعة الإيجابية لنفس البروتوكول (بروتوكول 2009) سنة 2011، والتي استفاد منها عدد كبير من المستخدمين، وضمنهم مجموعة من الأخوات والإخوة العاملين حاليا بالمكتب الوطني للإستشارة الفلاحية؛

ü    مساهمته في تأسيس النقابة الوطنية للاستشارة الفلاحية منذ سنة 2013، وفي بناءها وقيادتها منذ ذلك الوقت؛

ü    دوره في مسلسل النضالات التي خاضتها هذه النقابة الوطنية في عهد المديرة العامة السابقة وكذلك في عهد المدير العام الحالي؛ والمكتسبات المادية والمعنوية الملموسة، الموثقة مع الإدارة العامة للمكتب ومع وزير الفلاحة في العديد من المحاضر من بينها:

§       محضر 11 أكتوبر 2018 (مع الإدارة العامة للمكتب l’ONCA)

§       محضر 20 مارس 2019 (مع الإدارة العامة للمكتب l’ONCA)

§       محضر 10 ماي 2019 (مع وزير الفلاحة)

§       محضر 12 يونيو 2019 (مع الإدارة العامة للمكتب l’ONCA)

وغير ذلك من المحاضر والبرتوكولات التي يمكن لأي كان التحقق منها لذى مديرية الموارد البشرية والدعم ب l’ONCA.

ü    المساهمة في تثبيت العمل النقابي على مستوى المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، والإشعاع للخط التقدمي الديمقراطي والمستقل للعمل النقابي الأصيل، في إطار الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي والاتحاد المغربي للشغل.

ü    المساهمة المتميزة جدا، في العديد من المحطات النضالية والتنظيمية والتكوينية، المتعددة والتي لا يسع المجال لتناولها والتفصيل فيها.

من المؤكد أنني لم أتناول سوى جزء بسيطا ويسيرا، وبشكل مركز جدا كذلك، من المسار النضالي للأخ المناضل الدريدي م الطاهر ورفاقه على المستوى السياسي والنقابي؛ وهو جزء من مسار ومن أحداث تاريخية شاءت الظروف أن أعيشها وأن أكون في صلبها، قلبا وقالبا، وأن أكون شاهدا عليها.

وهي شهادة للحقيقة والتاريخ، شهادة حول معالم وضاءة من تاريخ شعبنا المشرف والمشرق. تاريخ يحاول ويعمل، مع كامل الأسف، بعض السفهاء الذين لا قيمة لهم على محاولة طمسه ومسحه من الذاكرة، خاصة بالنسبة للأجيال الصاعدة، وكذلك على تلطيخه بقذارة تذكرنا بأيام ادريس البصري وسنوات الجمر والرصاص التي طواها الشعب المغربي بتضحياته ونضالاته المجيدة.

وهو ما لن ينالوه، فللشعب المغربي ذاكرته وللشعب المغربي بناته وأبناءه البررة المخلصون.

قبل الختم:

سوف نعمل قريبا على نشر هذه الشهادة التوثيقية في كتيب صغير سوف يضم أيضا عددا هاما من الوثائق التاريخية.

مصطفى الوداي

مراكش في 8 غشت 2020

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

إلى العمال والفلاحين