دفاتر النضال النقابي الفلاحي تاريخ حركة الفلاحين الفقراء بالمغرب يناير 2019 ـ تقديم





المساهمون في الكتاب
الحسين امال
عبد العزيز أحنو
يوسف الخمسي
محمد الفقيه
الشهيد أحمد جخا
التحرير والمراجعة
الحسين امال

العنوان : صندوق بريد 287 بنسركاو أكًادير المغرب
الهاتف: (212) 0528283888 ـ 0668584636
المواقع الإلكترونية
http://www.ahewar.org/m.asp?i=7141
https://www.facebook.com/paysans.pauvres

Dépôt Légal : 2018MO0194
ISBN : 978-9920-35-035-8

تقديـــــم

يتعرض التراث التاريخي البيئي الطبيعي بالمغرب للتدمير المباشر عبر اجتثاث الغابات والنباتات البيئية الطبيعية وغير المباشر عبر نشر الزراعات المعدلة جينيا، وهكذا تتعرض غابات أركًان بسهل سوس للهجوم المكثف من طرف الملاكين العقاريين الكبار وعلماء مختبرات اللوبي الصهيوني، الذين صنعوا نسخة مزيفة لهذه الشجرة التاريخية الفريدة من نوعها كما فعلوا بالنخيل، الزيتون، الزعفران، الصبار، القنب الهندي ...
إن استعصاء شجرة أركًان أمام محاولات تعديلها جينيا من طرف علماء اللوبي الصهيوني كلفهم وقتا طويلا، واليوم نرى أن غابات أركًان قد قل إنتاجها ذلك ما ليس من طبيعتها التي اكتسبتها عبر التكييف مع أقسى تقلبات المناخ بعد العصر الجليدي الأخير منذ 10000 سنة، ولا شك أن هذه الشجرة تتعرض للحرب البيولوجية انطلاقا من تلك المختبرات المنتجة للفيروسات القاتلة لكل ما هو بيئي طبيعي، وباسم تسريع نموها وتكاثرها تم إنتاج نسخ هجينة ليست إلا تعديلا جينيا من أجل الإشهار والإعلام لقوة العلم المدمرة للحياة.
ويأتي ما يسمى "مخطط المغرب الأخضر" النسخة الجديدة من السياسات الفلاحية الطبقية بالمغرب حاملا معه مشروع غرس 12000 هكتار من هذه النسخة المزورة، إنها جريمة في حق تراثنا التاريخي الإنساني الذي ألهم إنسان جبل إغود الحياة منذ 300000 سنة، فبعد الهجوم على شجرة أركًان في مرحلة الاستعمار الفرنسي الذي اجتث ما يناهز 200000 هكتار من غاباتها خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية لتعويض النقص في الفحم الحجري، قام المعمرون القدامى والجدد باجتثاثها في السهل من أجل بناء مشاريع الزراعات الرأسمالية المعدلة جينيا والمنتجة للمواد الغذائية المسرطنة.
ويستمر ضرب الحق في الماء بسوس بعد ضرب الحق في الأرض، باعتبار سوس منطقة فلاحية تحتوي على غابات أركًان بالسهل ـ مساحة السهل 40000 كلم2ـ تم اجتثاث عشرات آلاف الهكتارات من هذه الغابات من أجل إنتاج الحوامض والبواكر الموجه للتصدير ـ هكتار واحد من الحوامض يستهلك 4500 متر مكعب في السنة ما يعادل ما يستهلكه 25 هكتارا من أركًان، وأصبح الفلاحون الصغار غير قادرين على الوصول إلى المياه الجوفية بعد هبوط الفرشة المائية إلى أزيد من 240 متر، وطلعت مياه المحيط الأطلسي في مناطق عدة مما ينذر بخطر كارثة بيئية قادمة لما تجتاح مياه الأطلسي الفرشة المائية بسوس.
وبتعرض جبل سيروا الزاخر بالمعادن الثمينة والفرشة المائية الفضية الهائلة إلى التدمير من طرف الشركة الكندية Maya Gold بمنجم زكًندر لاستخراج الفضة وتلويث المياه وتسخين البيئة بحرارة أفران المعمل التي تصل إلى 400 درجة، مما ينذر بخطر اجتياح التلوث لسهل سوس عبر مياه سد أولوز الذي ينتظر منه الملاكون العقاريون الكبار انقاذ ضيعاتهم من الجفاف.
وكل ما يجري في سوس ينطبق على باقي الوديان: أم الربيع، درعة، ملوية، غيس، سبو، أبو رقراق ... نتيجة جشع الرأسمال.
إن ما يهدد الإنسانية اليوم هو ما تصنعه أيادي أعداء الإنسانية التي طالت الحق في التغذية الصحية التي توفرها أيادي الفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين، الذين حافظوا على الزراعات البيئية الطبيعية التي نمت عبر ملايين السنين تشكلت خلالها أشجار ونباتات بيئية طبيعية حافظت على بقائها ومناعتها ضد تقلبات المناخ وهجوم الطفيليات، وهي اليوم مهددة بصناعة الجينات بمختبرات النظام الرأسمالي التي يشرف عليها علماء اللوبي الصهيوني، بعد التحكم في السوق التجارية العالمية وتمركز الرأسمال في الزراعة واعتماد الحرب البيولوجية على مستوى الفلاحة، مما يتطلب منا جميعا الوعي بالخطر المحدق بحياتنا والتعبئة لمواجهته قبل فوات الأوان.
لقد دخلت النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل في مرحلة العطاء بعد انعقاد مؤتمرها الوطني الأول في 23 يوليوز 2018 بالمقر المركزي للاتحاد بالدار البيضاء، الذي اعتمد في مقرراته السير في خطين موازيين خلال المرحلة المقبلة باعتماد شعار مركزي "الأرض كلها للفلاحين والحرية" على المدى البعيد، وشعار موازي "من أجل الدفاع عن حقوق المرأة الفلاحة والمأجورين الفلاحيين" على المدى القصير والمتوسط.
وهذا الكتاب عبارة عن موجز لأهم المحطات التاريخية التي ميزت حياة النقابة الفلاحية وحركة الفلاحين الصغار والفقراء والمهنيين الغابويين بالمغرب وما راكمته من نضالات ومواقف التي ساهمت في تثبيت مبادئها، وهو جزء من عملية الإعلام التي اعتمدتها النقابة الفلاحية طيلة مسيرتها النضالية، منذ تأسيس أول مكتب نقابي فلاحي بالاتحاد المغربي للشغل في 2002، تعبيرا عن انطلاق استراتيجية نشر وإعادة نشر مجمل نضالاتها وأنشطتها.
وإصداره يتوخى إبراز سيرورة مرحلتي التأسيس وتثبيت المبادئ اللتين لعبتا دورا أساسيا في تصليب عود التنظيم النقابي الفلاحي، باعتباره منظمة وحدوية جماهيرية ديمقراطية تقدمية مستقلة، حملت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن مصالح الفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين المهددين بتحويلهم إلى طبقة واحدة بالبوادي، طبقة الفلاحين الفقراء بدون أرض، في خدمة الملاكين العقاريين الكبار، بعدما أصبحوا يفقدون الحق في الأرض يوما عن يوم نتيجة هجوم سياسة الزراعات الرأسمالية المعدلة جينيا على الزراعات البيئية الطبيعية، مما فصلهم عن الأرض وحولهم عن زراعة القمح، فأصبحوا يبحثون عن المال على حساب بيع أراضيهم ودمهم وعرقهم للملاكين العقاريين الكبار.
ويأتي نشره ضمن استراتيجية الإعلام والتكوين للنقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين التي تم اعتمادها بعد نجاح المؤتمر الوطني الأول، كما يتضمن أسس بناء النقابة الفلاحية على المستوى التنظيمي، النضالي وصياغة الملف المطلبي الوطني، وتشكل مرحلتا التأسيس وتثبيت المبادئ أهم مما ميز حياتها كما يلي :
استغرقت هذه المرحلة زهاء 20 سنة من 1992 إلى 2012 من حركة الفلاحين الصغار، الفقراء والمهنيين الغابويين بسدي أولوز والمختار السوسي وفلاحي أولوز خلال ثلاث فترات متميزة:
الفترة الأولى: من 1992 إلى 1997 تميزت بالحركة العفوية الجماهيرية للفلاحين بسد أولوز دفاعا عن حقوقهم المشروعة في التعويضات المعقولة عن نزع ممتلكاتهم واستغلال ما تبقى لهم من أراضي بورية وغابات.
الفترة الثانية: من 1997 إلى 2002 بعد تأسيس جمعية إفغلن للفلاحين المتضررين من سد أولوز والتحاق فلاحي سد المختار السوسي بالنضال من أجل حقوقهم المشروعة.
الفترة الثالثة: من 2002 إلى 2012 بعد الانتقال من مستوى العمل بجمعية إفغلن إلى تأسيس أول مكتب نقابي فلاحي بالاتحاد المغربي للشغل في 23 مارس 2002، الذي عرف توسعا بعد مسيرة 07 ماي 2006 بسد المختار السوسي ليشمل الفلاحين بساقية تفرزازت في 18 ماي 2008 بأولوز، ونشر فكرة التنظيم الفلاحي بالريف في الندوة التي نظمتها جمعية فوس كفوس بأيت بوعياش حول النضال بالبوادي في 08 غشت 2008، وتم تتويج هذه الفترة النضالية بتأسيس النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين في 23 يونيو 2012 بالدار البيضاء.
ـ مرحلة تثبيت المبادئ تتضمن فترتين:
الفترة الأولى: من23 يونيو  2012 إلى 25 يونيو 2015 بعد تأسيس النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين وتوسيع رقعة التنظيم وطنيا، وعرفت تصعيدا للنضالات النقابية الفلاحية بأولوز ضد بقايا الإقطاع من أجل الحق في الماء والتنظيم في جمعيات السقي المستقلة عن السلطات، الجماعة ووزارة الفلاحية، كما عرفت نضالات متفاوتة حسب المناطق: تارودانت، أكًادير، كًلميم، سيدي إفني، خنيفرة، ميدلت، الحسيمة، مراكش، الجديدة، الصويرة...
الفترة الثانية: من 25 يونيو 2015 إلى 23 يوليوز 2018 بعد انعقاد المجلس الوطني وتجديد المكتب الوطني تم خلالها هيكلة وإعادة هيكلة الجهات والأقاليم، تأسيس مكاتب جهوية وإقليمية، وعرفت هذه الفترة أيضا صراعا ضد الانتهازية والبيرقراطية داخل النقابة الفلاحية بعد استشهاد الشهيد إبراهيم صيكا في 15 أبريل 2016، وتم تتويجه بانعقاد المجلس الوطني في 04 فبراير 2017 بالدار البيضاء والمصادقة على النظام الداخلي، القانون الأساسي المعدل وإحداث المكتب التنفيذي الهيكل التنظيمي الذي يشرف على السير العادي للتنظيم في أفق انعقاد المؤتمر الوطني الأول في 23 يوليوز 2018 بالدار البيضاء.
مرحلة العطاء
انطلقت في الاجتماع الأول للمكتب الوطني المنعقد في 01 غشت 2018 بأكًادير تم فيه تركيز أسسها في الاجتماع الثاني للمكتب الوطني المنعقد في 21 أكتوبر 2018 بمكناس.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

إلى العمال والفلاحين