ضد تعسفات الأجهزة القمعية بتالوين

تابع المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين بتارودانت ملف سكان "تامسولت نومومن" بأعالي جبال توبقال الذين قضوا ليلة 24/23 أكتوبر 2012 ب"أسراك" بمركز "نيفمون"، بعد قطع مسافة 45 كلم في اتجاه تارودانت (70 امرأة ورجل شبابا وأطفالا )، احتجاجا على هجوم "درك تالوين" على دوارهم قصد اعتقال شاب دون أدنى تهمة أو مذكرة متابعة إنما من أجل إرهاب السكان، وقد تم الإعتداء على زوجة الضحية من طرف دركيين بصحبة أحد الأشخاص الذي استقدمهما من أجل إرهابه.

وقد حاول رؤساء الجماعات ومستشاريهم بالمنطقة إقناعهم بالرجوع إلى الدوار دون جدوى. وقائد "درك تالوين" معروف بتدخلاته التعسفية السافرة في حق الفلاحين الفقراء بمناطق تالوين من "جبل سروى" إلى "جبل توبقال"، وهو الدور الموكول لهذا الجهاز القمعي الذي يلعب دور تطويع الفلاحين الصغار والفقراء والمهنيين الغابويين لتيسير استغلال الخيرات الطبيعية بالمنطقة من طرف الكومبرادور والملاكين العقاريين الكبار. والمنطقة زاخرة بالغابات والمعادن ويتم نهبها من طرف مافيا المضاربات العقارية والريع العقاري. 

وتعرف منطقة "تيفنوت" بصمودها في وجه قوات القمع وقد نظم سكانها السنة الماضية قافلة احتجاجية على أوضاعهم المزرية، وكانت أقوى مما كان يتصوره الجهاز القمعي بتارودانت، ولم يتم احتواؤها إلا بعد قطعها مسافة 60 كلم حين وصولها منطقة أوزيوة قرب "سد أولوز"، بعد أن حضر عامل إقليم تارودانت بنفسه إلى عين المكان.

و يعد تنظيم مسيرة شعبية من أعالي جبال توبقال في اتجاه تارودانت ضد "درك تالوين" تعبير عن رفض السكان لتجاوزات الأجهزة القمعية بتارودانت، وخروج النساء والرجال، قرابة 70 شخصا، لحماية دوارهم من تعسفات هذه الأجهزة القمعية تعبير عن نضج الإحتجاج الشعبي على الأوضاع المزرية للطبقات الشعبية، في الوقت الذي كان فيه شباب المنطقة الكادح بالمدن المغربية متواجدا بالمنطقة بمناسبة عطلة العيد، مما أجج لهيب الإحتجاج الذي تجاوز مستوى الدفاع إلى الهجوم، بعد المطالبة بمحاكمة قائد "درك تالوين" على ممارساته التعسفية.

وكان أعضاء المكتب النقابي بتارودانت بتنسيق مع أعضاء النقابة بأولوز في موعد مع ممثلي السكان في 24 أكتوبر 2012 أمام عمالة إقليم تارودانت، للإحتجاج على عامل الإقليم وبالتالي وضع شكايتهم لدى "سرية الدرك" بتارودانت ولدى وكيل الملك لدى المحكمة الإبتدائية لمتابعة المعتدين. وأكد المكتب النقابي على عزمه متابعة هذا الملف وباقي الملفات التعسفية التي تطال الفلاحين الصغار والفقراء والمهنيين الغابوين بتارودانت.