jeudi 27 septembre 2012

ما هي الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي ـ الجزء 3


رأينا فيما سبق كيف وصل عبد الحميد أمين إلى جوار القائد التاريخي للإتحاد المغربي للشغل المحجوب بن الصديق بعد بناء صرح نقابة بيروقراطية بالقطاع الفلاحي التي هيمن قياديوها البيروقراطيون البورجوازيون الصغار على الإتحاد الجهوي للنقابات بالرباط بقيادة إمرأة انتهازية، وخلق مجال للنضال النقابي الإقتصادي قرب مركز القرارات السياسية والإقتصادية والإجتماعية بالعاصمة لإبعاد الطبقة العاملة من الصراع الطبقي، بتنصيب بيروقراطية نقابية بورجوازية صغيرة تنوب عن العاملات والعمال وتلجم الحركة العمالية المغربية لإبعادها من الصراع السياسي، وكان لترويج "الثقافة الحقوقية" ذات البعد البورجوازي من طرفهم بقيادة عبد الحميد أمين دور هام في تعريج الصراع عن مصاره الصحيح، بطرح قضايا لا علاقة لها بالمطالب العمالية والدفاع عنها بأشكال احتجاجية بورجوازية (وقفات أمام البرلمان لتسوية وضعية المعتقلين السياسيين) مما حول المناضلين النقابيين عن مهامهم الحقيقية اتجاه الطبقة العاملة إلى تسخيرهم سياسويا في المشروع الحقوقي البورجوازي داخل الجمعية المغربية التي يطمح عبد الحميد أمين إلى السيطرة على قيادتها.
كان هذا النهج التحريفي للصراع الطبقي هو المسيطر على عمل النقابيين التابعين لحزب النهج الديمقراطي بجميع الإتحادات الجهوية والمحلية (الرباط، الدار البيضاء، فاس، خريبكة، آكادير، تارودانت...)، مما جعلهم يركزون جهودهم على السيطرة على مكاتب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تاركين الطبقة العاملة لوحدها تناضل في أحسن الأحوال واستغلالها في مشروعهم النضالي التحريفي في أسوئها (فاتح ماي 2007)، ذلك ما ساهم بشكل كبير في توجيه الصراع ضد خصومهم في "تجمع اليسار الديمقراطي" داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الذين انسحبوا من أجهزتنا التنظيمية في 2010 ، مما حول هذه الجمعية الحقوقية إلى مقاطعة ل"حزب النهج الديمقراطي" الشيء الذي وضع مناضلي هذا الحزب في ورطة حقيقية جعلتهم عبيدا لمشروع صراع موهوم عزلهم عن الصراع الطبقي الحقيقي في صفوف الطبقة العاملة، وأصبح مفهوم "الحقوق الشغلية" الذي يروجه عبد الحميد أمين حبرا على ورق وكلمات فارغة في أفواه المتشدقين بها من النقابيين البيروقراطيين البورجوازيين الصغار.
لقد ظلت الطبقة العاملة التابعة لمؤسسات الدولة الفلاحية (صوديا وسوجيطا) تعاني من الإستغلال من طرف المسيطرين عليها بتعاون مع النقابات الأخرى في تجاهل تام من قيادات الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، فمنذ تأسيس الجامعة في 1991 إلى 2003 تاريخ تفكيك هذه المؤسسات والطبقة العاملة الفلاحية تعيش في وضعية شبيهة بالإقطاع حيث لم يتم الشروع في ترسيم الغالبية العظمى من العمال التابعين للدولة إلا في هذه السنة رغم قضاء بعضهم لأكثر من 15 سنة من العمل، بينما العاملات الزراعيات والعمال الزراعيين محرومون من الضمان الإجتماعي فرغم أن فئة منهم تابعة للقطاع الصناعي إلا أنهم لا يتمتعون بالتعويضات العائلية، ولم يتم الوقوف عند هذه التجاوزات القانونية التي من المفروض على السيد عبد الحميد أمين الدفاع عنها منذ تأسيس جامعته إلا بعد تسريح/طرد العاملات والعمال في 2003 من أجل تفويت الضيعات التي تمت هيكلتها بأغراس جديدة على حساب قوة عمل الطبقة العاملة الزراعية، وشاركت الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في عملية التفويتات للمستثمرين الرأسماليين المغاربة والأجانب في جميع مناطق المغرب، دون تحقيق مطالب العاملات والعمال سواء في مراحل الإستغلال السابقة/التعويضات عن سنوات الإستغلال بدون حقوق أو في المراحل اللاحقة/ضمان الإحتفاض بسنوات العمل وحقوقهم المشروعة في استمرار عقدة العمل بأثر رجعي. وكانت هذه اللحظة التاريخية المشؤومة مناسبة لا تعوض بالنسبة للنقابيين التابعيين للجامعة، من أجل جني أموال وقضاء مصالح انتهازية على حساب بيع ملفات التفويت المشبوه (نموذج معمل أمكال بسبت الكردان) الذي احتلته 70 عاملة دفاعــا عن http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=21285   : حقوقهن،أنظر المقالين التاليين http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=27536
  ليتم تصفية هذا الملف من طرف قيادة الجامعة بالرباط في ظروف غامضة محاولة تلفيق التهم لامرأة عاملة مناضلة تسمى البيضاوية.
لقد انتعشت القيادات البيروقراطية النقابية البورجوازية الصغيرة على حساب عرق ودم العاملات الزراعيات والعمال الزراعيين بصوديا (سوس) وسوجيطا   (الشمال) لبناء صرح القيادات البيروقراطية بالجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، التي ابتعدت كثيرا عن الخط الكفاحي النقابي الذي يستطيع قيادة نضالات الطبقة العاملة في ظل هجوم الرأسمال على مكتسباتها التاريخية، وبذلك تكون هذه النقابة البيروقراطية منخرطة في المشروع الأروستوقراطي العمالي الذي وضعت الرأسمالية أسسه بإرشاء قيادات الحركة العمالية عالميا وذلك بتكريس مفهوم الإقتصادوية في النضالات العمالية تحت سيطرة العمل النقابي البورجوازي الصغير.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

إلى العمال والفلاحين