يواصل صغار الفلاحين بدير القصيبة إقليم بني
ملال نضالهم الدؤوب ضد القرارات الفوقية للسلطات القاضية بتجميع المياه العادمة
وسط حقولهم، في تحد سافر للإرادة الجماعية لهؤلاء الفلاحين وضرب مصالحهم وتهديدهم
في مصادر عيشهم على قلتها وضعفها. ولمقاومة هذه الأخطار المحدقة بهم نفذ المئات من
النساء والرجال والشباب من (أصفرو وتفرنت وبوتوت وأمشاظ) تحركا احتجاجيا يوم
الثلاثاء 04 يونيو 2013 بأمشاظ جماعة دير القصيبة.
وفي إطار مؤازرة هؤلاء الفلاحين ومشاركتهم
همومهم، ألقيت كلمات مصحوبة بنقاش مفتوح حول الأسباب والجوانب المتعددة لهذه
الكارثة التي تسعى السلطات لفرضها عنوة، في مكان لايبعد إلا بـ150م عن الطريق
العمومي الذي يشكل مدخلا إلى القصيبة من جهة بني ملال مما يعتبر تشويها للمنظر
العام؛ إضافة إلى أنها لا تراعي السلامة الصحية للسكان المجاورين لها وما سينشأ عنها
من روائح متعفنة وحشرات لاسعة تتسبب في الأمراض وتنغص العيش، زيادة على أنها تشكل
خطرا على فرشة المياه الجوفية، كما أن وجودها في مرتفع (شعبة) يهدد بتلويث 18عينا للماء الشروب و21 بئرا توجد
أسفل هذا المستنقع من المياه العادمة. أما التداعيات الاقتصادية من هذه المحطة على
السكان فستكون في انهيار سومة قيمة الأرض وتأثر منتوج أغراس الزيتون وتضرر مراعي الماشية...
ويبقى الحل الوحيد المعبر عن المطامح المشروعة لهذه
الفئة الكادحة هو التراجع الفوري عن هذا الاستهداف الخطير، ومن تم تلبية الحاجات
الأساسية والملحة في دعم الفلاحين ماليا وتقنيا ومساعدتهم على استصلاح أراضيهم
وتوسيع المغروسات والمزروعات وتنويعها مع توفير الأعلاف والعناية البيطرية
لمواشيهم. وهكذا يبقى الكفاح الجماهيري هو السبيل الوحيد لإسقاط مخططات السلطة
وأذنابها من مجالس صورية وغيرها، وكذا لفرض وانتزاع الحق في تنمية حقيقية ملموسة.
عباسي عباس
ابراهيم أحنصال