jeudi 5 juin 2014

توغمرت بين تهميش الفلاحين وهدر المال العام



الإتحاد المغربي للشغل 

النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
المكتب الإقليمي بتارودانت

 تارودانت في: 05/06/2014

توغمرت بين تهميش الفلاحين وهدر المال العام


         توغمرت بجبال الأطلس الصغير جنوب تارودانت نموذج حي من بين عشرات نماذج المناطق الجبلية المهمشة تهميشا ممنهجا، توغمرت معقل مؤسس الدولة الموحدية "المهدي بن تومرت" أزيد من 50 دوارا معزولا في ظروف شبيهة بعبودية القرون الوسطى، دواوير معزولة عن العالم سوى طريق معبدة تشق جبالها من "تيوت" غربا إلى "أزغار نييرس" شرقا وطريق فرعية في اتجاه "إرازان" شمالا، العامل المشترك بين هذه الدواوير المعزولة هو التهميش والفقر والتسلط السلطوي لأعوان الداخلية وسماسرة الإنتخابات. تعيش المنطقة تهميشا ممنهجا على جميع المستويات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية يتم فيها تسخير الجماعة القروية لتمرير سياسات التفقير والتجهيل والقهر والقمع، جل الأطفال غادروا مقاعد الدراسة في اتجاه مدن الغرب والشمال بحثا عن لقمة عيش هروبا من واقع مر يطاردهم فيه الفقر والقمع الممنهجين عبر مؤسسات لا تقوم بمهامها الحقيقية، بدءا بتنصيب المجلس القروي حسب معايير السلطات الإقليمية والمحلية والأحزاب الإدارية للسيطرة على الشأن العام المحلي والتحكم في الموارد المالية والفلاحية والمعدنية واستغلال التراث التاريخي والحضاري بمنطقة كان لها شأن عظيم، وغالبا ما تتم اللعبة في المدن الكبرى كالرباط والدار البيضاء لرعاية مصالح البورجوازية التجارية والملاكين العقارين الكبار في علاقتهما بعمادة العاصمة الإقتصادية وبرلمان العاصمة الإدارية، ذلك ما يتجلى في :

         1 ـ مسالك جبلية وعرة غير معبدة يشقها الفلاحون الصغار والفقراء ذهابا وإيابا بعناء كبير مرة في الأسبوع لزيارة السوق الأسبوعي لقضاء أغراضهم المعيشية بالسوق والإدارية بالجماعة القروية.
         2 ـ إنعدام شبكات الماء الصالح للشرب إلا في بعض دواوير تعد على رؤوس الأصابع والتي ساهمت في تزويدها بعض الجمعيات المحظوظة في ظل أسلوب من الحيف لحق باقي الدواوير المعزولة.
         3 ـ إنعدام الإنارة في أزقة الدواوير رغم التكلفة الباهظة الثمن التي أداها الفلاحون الصغار والفقراء لتزويد منازلهم بالكهرباء (أزيد من 5000 درهم) في غياب تام لدعم الجماعة القروية.
         4 ـ مستوصف وحيد عبارة عن بنايات أطلال يطل عليه ممرض وحيد في بعض الأحيان دون أدوية ولا وسائل إسعاف المرضى والنساء الحوامل ولا تنظيم تلقيح أطفالهن وزيارة الطبيب بمستعجلات تارودانت مستحيلة.
         5 ـ مجموعات مدرسية معزولة تنعدم فيها شروط التربية والتعليم وبناية يقال أنها إعدادية بجانب مدرسة ابتدائية مهددة بشعبة سيول أمطار خطيرة ودار طالب تفتقد لشروط التغذية الصحية للأطفال ... شيء يسمى مدارس شبيهة بمعتقلات أطفال عزل يغادرونها في سن مبكرة يسمى الهذر المدرسي وأساتذة وأستاذات معزولين.
         6 ـ  أعوان سلطة منتشرون في الدواوير يتعاقبون كل غاد ورائح يمارسون سادية سلطوية شيزوفينية تتفجر لديهم بشره كبير لا مثيل له خلال السوق الأسبوعي خاصة عند زيارة خليفة القائد ورجال القمع للمنطقة.
         7 ـ غياب تام لدور رئيس الجماعة المقيم أصلا بالدار البيضاء يرعى مصالحه هناك إلا في زيارات خاطفة أثناء ما يسمى الدورات الجماعية لهدر مالية الجماعة حسب أهواء السلطات الإقليمية والمحلية.
         8 ـ مشاريع "التنمية البشرية" منعدمة في الواقع المر للساكنة إلا ما يسمى مؤخرا حفر الآبار لذر الرماد في العيون في الوقت الذي تعرف فيه أراضي الفلاحين الصغار والفقراء جفافا واجتياحا لجحافل "الحلوف" الذي يأتي على الأخضر واليابس وصولا إلى تهديد حياة النساء والأطفال في المزارع.
         9 ـ تعريض الموروث الحضاري والتاريخي للمهدي بن تومرت للتدمير من طرف مؤسسة مجهولة تزور المكان كل سنة وإقامة ما يسمى "ملتقى النخيل" في غياب رد الإعتبار للمكانة التاريخية للمنطقة وواحة نخيلها.

         إنه هدر للمال العام في الحفلات "ملتقى النخيل" نموذجا ومشاريع وهمية لا علاقة لها بالتنمية البشرية للفلاحين الصغار والفقراء ونشر الجهل والفقر في صفوف أبنائهم، وصمة عار على جبين المقيمين بالرباط والدار البيضاء المتحكمين في مصير الجماعة المستغلين لأطفالها وشبابها في مشاريعهم هناك، ذلك ما يجب شجبه والتنديد به بكل قوة من طرف كل الغيورين على هذه المنطقة التاريخية الحضارية المعزولة عزلا ممنهجا، ونحن في النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين بتارودانت مصرون على فضح المتلاعبين بمصير المنطقة ومواجهتهم.

المكتب الإقليمي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

إلى العمال والفلاحين